Culture Magazine Monday  02/02/2009 G Issue 269
الفهرس
الأثنين 7 ,صفر 1430   العدد  269
مجموعة علماء
د. إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

 

يستعصي على التصنيف؛ فهو شيخ لم يشبْ، أو هو شيخ في إهاب شاب، تألفه كأنك تعرفه، وتعرفه فتثق أنك صديقه، وتقرؤه وتسمعه فلا تدري: أهو عالم لغة أم فقه أم تفسير أم كلام وفلسفة أم اجتماع أم أنساب أم شعر وأدب أم فن وطرب؟

ممتلئ علماً كما هو كريمٌ خُلُقاً، وهو دءوب لا يعرفُ المحبطات والمثبطات رغم تكاثرها حوله؛ فقد أُوقف تحصيله العلمي رغم تفوقه على أساتذته وأساتذتهم، فقط لأنه اختلف عنهم ومعهم، ولم يضرْه ألا تسبق اسمه (دال)؛ إذ يكفي أنه (أبو عبدالرحمن).

في (تباريح التباريح) و(شيء من التباريح) كتب جوانب من سيرته الذاتية غير أنها أشمل من أن تحصر في مجلدين، وبخاصة ما يتصل منها بمسيرته العلمية والعملية، وانتماءاته (الظاهرية) والثقافية، ومتغيِّرات حياته وآرائه، وما ألم به من (شظف) وما عاشه من (ترف)، وهما تناقضان لا يأتلفان إلا لمثل (ابن عقيل).

من مزايا أبي عبدالرحمن اطلاعُه الواسع، وانفتاح ذهنه، واستعدادُه للحوار مع المختلفين، وقدرتُه الفائقة على استدعاء الأدلة واستعادة رواتها وأسانيدها، وتوثيق صحتها وموثوقيتها، حتى إذا حكم في قضية أو أفتى في مسألة اطمأنت له نفس الباحث عن الحقيقة ممن لا تهمهم العناوين العريضة.

أبو عبدالرحمن مجموعةُ علماء نتذكر به الأزمنة السالفة حين لم يكن تخصص ولم نرتهن لمتخصصين، وإذْ يندر مثيله، فإن (الثقافية) لا تتجاوزْ الإشارة إلى المعنى الكبير الذي يمثله (الأستاذ الشيخ)؛ فالعدد -إذن- رسالة غير عابرة عن إجلالنا له وتقصيرنا بحقه.

العلم تاج لا يرى.

Ibrturkia@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة